وسائل علاج الارتجاع الصامت عند الرضع

من الطبيعي أن يبصق الرضيع جزءًا من الحليب بعد الانتهاء من الرضاعة، وهو أمر غير مثير للقلق على الإطلاق، لكن إذا لاحظت الأم أعراضًا أخرى غير طبيعية كصعوبة التنفس والبكاء المستمر، فعليها بزيارة الطبيب المختص للتأكد من عدم إصابته بارتجاع المريء أو الارتجاع الصامت.

ولقد خصصنا لكم هذا المقال لنحدثكم فيه عن المقصود بكلا منهما، ولنُسلط الضوء على وسائل علاج الارتجاع الصامت عند الرضع بالتحديد.

ما المقصود بالارتجاع الصامت عند الرضع؟

يُقصد بالارتجاع الصامت عند الرضع عودة حمض المعدة ومحتوياتها إلى الحلق نتيجة ضعف عضلة المريء العاصرة أو وجود فتق في الحجاب الحاجز.

ويعُرف بذلك الاسم نظرًا لأنه لا يسبب أعراضًا واضحة أو مميزة، وينبغي التوضيح أن أعراضه تتشابه كثيرًا مع أعراض أمراض أخرى ما يجعل تشخيصه صعبًا يتطلب إخضاع الرضيع للكشف لدى طبيب جراحة أطفال وحديثي ولادة ماهر يمتلك خبرة كبيرة لتحديد التشخيص السليم وبدء خطوات العلاج السليم.

وتتضمن أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع ما يلي:

• السعال المزمن.
• التهاب الحلق المتكرر.
• رفض الطفل للرضاعة.
• معاناة صعوبة في التنفس.
• تكرار الإصابة بالتهاب الشعب الهوائية والتهابات الأذن.
• التراكم المستمر للسوائل في الأذن الوسطى.
• فقدان الوزن، فبدلًا من اكتساب الطفل للكيلوغرامات في أثناء نموه يقل وزنه كل شهر عن المعدل الطبيعي.

يمكنكم التعرف -أيضًا- إلى أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال الأكبر سنًا عبر تصفح مقالاتنا.

علاج الارتجاع الصامت عند الرضع

تختفي أعراض الارتجاع عند الرضع -في معظم الحالات- عند بلوغهم سن 12 شهرًا، وأحيانًا تستمر حتى سن الـ 18 شهرًا كحد أقصى، ويرجع ذلك إلى اكتمال نمو عضلات المريء مع نمو الطفل.

وخلال تلك الفترة يمكن علاج الارتجاع الصامت عند الرضع والحد من أعراضه عبر اتباع الطرق التالية:

علاج الارتجاع الصامت عند الرضع عبر تغيير نمط الحياة

يُسهم تغيير نمط حياة الرضيع ونظام الرضاعة في التخفيف من حدة الأعراض، وذلك عن طريق:

• تقسيم الرضعات اليومية، فبدلًا من إرضاع الطفل كل 4 ساعات، يمكن إرضاعه كل ساعتين بكميات أقل.
• إبقاء الطفل في وضع مستقيم لمدة 30 دقيقة بعد انتهاء الرضعة.
• مساعدة الطفل على التجشؤ بعد الرضاعة.
• استخدام زجاجات الحليب المزودة بحلمة ذات فتحة صغيرة الحجم لتقليل كمية الهواء التي تدخل إلى فم الطفل.
• الاعتماد على لبن الأم وتجنُب إطعام الطفل اللبن الصناعي قدر المستطاع.
• الحرص على نوم الطفل على ظهره مع رفع رأسه قليلًا باستخدام عدة وسائد.
• إبعاد الطفل تمامًا عن التدخين السلبي.

علاج الارتجاع الصامت عند الرضع عبر الأدوية

قد يصف الطبيب بعض الأدوية لـ علاج الارتجاع الصامت عند الرضع، مثل:

• مضادات الحموضة.
• مضادات الهيستامين من النوع الثاني.
• مثبطات إنتاج الحمض المعدي.

متى يجب علاج الارتجاع الصامت عند الرضع جراحيًا؟

يوصي الطبيب بـ علاج الارتجاع الصامت عند الرضع جراحيًا في حالة:

• عدم استجابة الطفل لوسائل العلاج التي سبق ذكرها واستمرار الأعراض لديه حتى بعد بلوغه عمر السنة.
• إذا كان الارتجاع الصامت ناتجًا عن الإصابة بفتق الحجاب الحاجز، وهي حالة تسبب بروز جزء من المعدة عبر فتحة في عضلة الحجاب الحاجز الفاصلة بين منطقتي الصدر والبطن.

للمعلومية: علاج ارتجاع المريء عند الرضع الناتج عن فتق الحجاب الحاجز جراحيًا يعتمد على استخدام المنظار والأدوات الجراحية الدقيقة لإعادة المعدة إلى مكانها مع لف الجزء العلوي منها حول الجزء السفلي من المريء، ما يمنع عودة محتويات المعدة نحو الحلق والفم.

أهمية علاج الارتجاع الصامت عند الرضع

يؤدي إهمال علاج الارتجاع الصامت واستمراره لفترة زمنية طويلة إلى معاناة مضاعفات صحية خطيرة، مثل:

• الالتهاب الرئوي.
• الالتهاب المزمن للحنجرة.
• تهيج الحلق، ما يسبب صعوبات في الكلام والبلع، وفي النهاية قد تتكون أورام على الأحبال الصوتية.

وفي النهاية نؤكد على أن المتابعة المنتظمة مع الطبيب جراحة الأطفال وحديثي الولادة المختص والالتزام بخطة العلاج التي يضعها هما مفتاح النجاة من خطر إصابة أطفالكم بأي مضاعفات محتملة.

ولمزيد من المعلومات يسعدنا تواصلكم معنا لحجز موعد لدى الأستاذ الدكتور محمد البربري -أستاذ جراحة الأطفال وحديثي الولادة- عبر الأرقام التالية.

كما يمكنكم تصفح موقعنا الإلكتروني للاطلاع على أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال وكثير من المقالات الطبية المفيدة، وكذلك الخدمات التي نقدمها. دمتم بخير.