مخاطر وجود كيس مائي على الغدة الدرقية عند الأطفال

لأسباب عدة قد تحدث اضطرابات في أثناء مراحل نمو الجنين، قد تمر بسلام دون ترك آثار سلبية تؤثر في حياة الجنين في بعض الأحيان، بينما في أحيان أخرى تُخلف عيوبًا خلقية تحتاج إلى علاج ليتمتع الطفل بصحة جيدة بعد ولادته.

ولعل وجود كيس مائي على الغدة الدرقية أحد هذه الاضطرابات، وفي مقالنا التالي سوف نناقش مخاطره على صحة الطفل الجسدية والنفسية.

 كيس مائي على الغدة الدرقية | اضطراب في مراحل نمو الغدة لدى الجنين

تتكون الغدة الدرقية خلف اللسان في الشهور الأولى من عمر الجنين، ثم تنتقل إلى مكانها الدائم في منتصف الرقبة عبر قناة تُسمى “القناة الدرقية” التي تُغلق تدريجيًا بعد اكتمال انتقال الغدة، ولكن في بعض الحالات لا تختفي القناة الدرقية، ما يسمح بتراكم السوائل والإفرازات بداخلها وتكوّن كيس مائي يُعرف بـ الكيس الدرقي اللساني عند الأطفال. 

وتظهر اعراض وجود كيس في الغدة الدرقية غالبًا خلال السنة الأولى من العمر، إذ يلاحظ الأهالي وجود انتفاخ صغير في منتصف الرقبة لدى أطفالهم، يتميز بأنه لين الملمس وغير ملتصق بالجلد ويتحرك بسلاسة عند البلع. ما يثير الذعر والقلق لديهم، وتتبادر إلى أذهانهم السيناريوهات السيئة سريعًا وهي إصابة أطفالهم بنوع من أنواع الأورام، ترى هل يحمل الكيس الدرقي نفس خطورة الأورام؟

مخاطر وجود كيس مائي على الغدة الدرقية

 لا يشكل الكيس الدرقي في حد ذاته أي خطورة على حياة الطفل بشرط استئصاله جراحيًا فور اكتشافه، لكن مع الأسف لا يحدث ذلك على أرض الواقع، إذ ينصاع كثير من الآباء وراء مخاوفهم من خضوع صغارهم للجراحة في هذا السن، ويمتنعون عن علاجهم أملًا أن تتلاشى تلك الأكياس من تلقاء نفسها. 

ثم ينتهي الأمر بهؤلاء الأطفال  بمعاناتهم مضاعفات خطيرة بسبب وجود كيس مائي على الغدة الدرقية، لعل أبرزها:

مخاطر صحية

عند إهمال علاج الكيس الدرقي اللساني عند الأطفال، قد يتعرض هذا الكيس للعدوى البكتيرية، ما يسبب التهابات متكررة وتكوّن خراريج تحت الجلد، وربما لا ينتهي الأمر عند هذا الحد فقط، وتتحول هذه الخراريج إلى ما يُعرف بالناسور الدرقي، وهي فتحة تظهر في جلد الرقبة تخرج من خلالها إفرازات صديدية كريهة.

ولا يُفضل جراحو الأطفال وصول الأطفال إلى هذه المرحلة وذلك لطول رحلة العلاج وصعوبتها حينئذ.

مخاطر نفسية

لا تقتصر مخاطر وجود كيس مائي على الغدة الدرقية على الجانب الصحي فقط، بل لها أبعاد نفسية أيضًا. 

فعند ترك الكيس الدرقي دون علاج قد يكبر حجمه ويصبح أكثر بروزًا للخارج، ما قد يعرض بعض الأطفال إلى التنمر من قبل زملائهم، ويجعلهم يُفضلون العزلة لعدم مواجهة هذه المشاعر المؤذية. 

لذلك نناشد الآباء بضرورة التخلي عن مشاعر الخوف والقلق المفرط على أطفالهم، لأنها قد تعرضهم إلى مخاطر لا يمكن تخيلها ويصعب التعامل معها في وقت لاحق.

إقرأ عن:علاج الكيس الدرقي عند الأطفال

قرار الجراحة العاجلة أولى خطوات الوقاية من مخاطر الكيس الدرقي

هل قررت أن تحمي طفلك من مخاطر وجود كيس مائي على الغدة الدرقية؟ إذًا الجراحة العاجلة هي القرار الصحيح الذي يمنح طفلك الشفاء التام، وللحصول على أفضل نتائج من تلك الجراحة، دعنا نقدم إليك بعض النصائح الثمينة:

• البحث والتقصي عن جراح أطفال متمرس في عمليات استئصال كيس مائي على الغدة الدرقية. 
• الالتزام بالتوقيت الذي حدده الجراح لخضوع الطفل للعملية.
• اتباع كافة التعليمات الذي يوصي بها الجراح قبل وبعد العملية لتسريع فترة التعافي.
• الالتزام بمواعيد المتابعة الدورية لحالة الطفل بعد العملية تجنبًا لحدوث أي مضاعفات في وقت لاحق.

في نهاية مقالنا نتمنى أن نكون أجبنا عن كثير من التساؤلات التي تدور في بالكم حول مخاطر وجود كيس مائي على الغدة الدرقية، يمكنكم معرفة مزيد من التفاصيل عن فترة النقاهة بعد عملية استئصال الكيس الدرقي عند الأطفال من خلال استشارة الدكتور محمد بربري – أستاذ جراحة الأطفال وحديثي الولادة والمناظير بمستشفى أبو الريش الجامعي-.