عملية الخصية المعلقة للاطفال

في فقرات هذا المقال نناقش كافة تفاصيل عملية الخصية المعلقة للاطفال بما فيها الوقت المناسب لإجرائها والتقنيات المختلفة التي يعتمد عليها جراحو الأطفال لإنزال الخصية إلى مكانها؛ لذلك إذا كان طفلك بصدد الخضوع لهذه الجراحة فلا تفوتك هذه المعلومات المهمة.

ما الهدف من عملية الخصية المعلقة للاطفال؟

تهدف عملية الخصية المعلقة للاطفال إلى إنزال الخصية إلى مكانها الطبيعي في كيس الصفن بعد تعرض الطفل إلى بعض العوامل التي منعت حدوث ذلك طبيعيًا بعد الولادة، وذلك لتحفيزها على النمو بصورة طبيعية وحمايتها من درجة حرارة الجسم المرتفعة التي تُتلف خلاياها على المدى الطويل.

ولعل كثير من الآباء يتساءلون عن طريقة ما لعلاج الخصية المعلقة دون الجراحة؛ إذ تلاحقهم المخاوف من إخضاع رضيعهم الذي لم يتجاوز عمره بضع شهور إلى التخدير والتدخل الجراحي.

هل يمكن علاج الخصية المعلقة عند الاطفال بدون جراحة؟

مع الأسف لا يمكن علاج الخصية المعلقة عند الاطفال سوى بالتدخل الجراحي، ولكن الجيد في الأمر أن فئة كبيرة من الأطفال تُشفى منها دون أي تدخل طبي؛ إذ تنزل الخصية من تلقاء نفسها خلال الشهور الأولى من حياة الطفل ولا يحتاج حينها سوى المتابعة الدورية لدى جراح الأطفال لمراقبة نموها والتأكد من عدم عودتها مرة أخرى إلى القناة الإربية أو تجويف البطن.

ولكن عند وصول الطفل إلى سن معين ولم تنزل الخصية إلى مكانها، حينئذ يضطر الجراحون إلى إخضاع الطفل لعملية الخصية المعلقة.

إقرأ عن: عملية الاحليل السفلي للاطفال

ما الوقت المناسب لعملية الخصية المعلقة للاطفال؟ وهل يمكن إجراؤها لاحقًا؟

عند بلوغ الطفل عمر 7-9 أشهر ولم تنزل الخصية المعلقة إلى كيس الصفن، يكون هذا هو الوقت المناسب لعملية الخصية المعلقة للاطفال؛ إذ يسبب التأخر في إجراء العملية في تعريض خلايا الخصية إلى مخاطر عدة قد تؤثر في قدرة الطفل الإنجابية والجنسية في المستقبل.

ولا يعني حديثنا أن خضوع الطفل للعملية في وقت لاحق يكون بلا جدوى، ولكن قد تتراجع النتائج المتوقعة من العملية مقارنة بالخضوع لها في الوقت المناسب، فقد تنمو الخصية المعلقة ببطء وتتأثر وظائفها فيما بعد.

وعليه لا بد أن يترك الآباء عواطفهم وقلقهم جانبًا ولا يؤخرون قرار عملية الخصية المعلقة للاطفال؛ ظنًا منهم أنهم يقدمون لهم الحماية، فقد تصيب هذه الحماية المؤقتة أطفالهم بمضاعفات خطيرة تدمر مستقبلهم لاحقًا.

وعلى غرار حديثنا عن عملية الخصية المعلقة، دعونا نخوض في تفاصيل العملية لنُخبر الآباء عن مدى بساطتها.

جراحة الخصية المعلقة عند الاطفال| تقنيات عدة حسب النوع

تُجرى عملية الخصية المعلقة للأطفال بتقنيات عدة حسب مكان الخصية وقدرة الطبيب على تحسسها في أثناء الفحص الإكلينيكي للطفل، وتشمل هذه التقنيات ما يلي:

عملية الخصية المعلقة للاطفال بالجراحة المفتوحة

يلجأ جراحو الأطفال إلى هذا الإجراء لعلاج الخصية المعلقة المحسوسة في القناة الإربية -وهي القناة التي تصل بين تجويف البطن وكيس الصفن-.

تحت تأثير التخدير الكلى يصنع الجراح شق جراحي بسيط في منطقة أعلى الفخذ، ومن ثم يُنزل الخصية المعلقة بحرص إلى مكانها في كيس الصفن دون المساس بالحبل المنوي أو الأوعية الدموية، ويثبتها في كيس الصفن. 

عملية الخصية المعلقة للاطفال بالمنظار

في حالة الخصية المعلقة غير المحسوسة والتي يرجح الأطباء وجودها في تجويف البطن، يكون استخدام منظار البطن الجراحي هو الحل الأمثل لإنزالها إلى مكانها في كيس الصفن.

وتحت تأثير التخدير الكلي أيضًا يصنع الجراح ثقوبًا جراحية بسيطة في منطقة البطن، ويدخل أنبوب المنظار من خلالها بكاميرته الدقيقة ليستكشف مكان الخصية المعلقة، وعبر نفس الثقوب يستعين ببعض الأدوات الجراحية لإنزال الخصية من مكانها إلى كيس الصفن وتثبيتها فيه.

سواء أجريت عملية الخصية المعلقة للاطفال بالجراحة أو المنظار فلا تتجاوز مدتها 60-90 دقيقة، ويمكن للطفل مغادرة المستشفى في نفس اليوم بعد إفاقته من التخدير والاطمئنان على سلامته، أما عن مدة التعافي من العملية فنتحدث عنها تفصيلًا فيما يلي.

إقرأ عن: علاج الفتق الإربي عند الأطفال

مدة التعافي من عملية الخصية المعلقة للاطفال

تتراوح مدة التعافي من عملية الخصية المعلقة للاطفال ما بين أسبوع إلى أسبوعين، وقد تختلف هذه المدة بين طفل وآخر حسب نوع التقنية التي أجريت بها الجراحة، وما إذا أجريت العملية لخصية واحدة أو كلتا الخصيتين، ومدى التزام الآباء بالتعليمات التي يوصي بها الطبيب خلال فترة التعافي من الجراحة أيضًا، والتي عادة تشمل ما يلي:

• الاهتمام بنظافة وجفاف جروح العملية ومواعيد تغيير الضمادات.
• منع الطفل من أداء أي أنشطة بدنية عنيفة.
• الالتزام بمواعيد الأدوية والجرعات التي أوصى بها الطبيب خاصة المضادات الحيوية؛ تجنيًا لحدوث أي عدوى في جروح العملية وتسريع التئامها.
• إعطاء الطفل وجبات خفيفة وسهلة الهضم تجنبًا لبذل أي مجهود في أثناء عملية التبرز أو الضغط بشدة على عضلات البطن والمنطقة الإربية.
• عدم القلق من ظهور بعض العلامات في مكان العملية؛ إذ يُعد ذلك رد فعل طبيعي من الجسم نتيجة استخدام الأدوات الجراحية في هذه المنطقة الحساسة.

كل ما يجب أن تعرفه عن: إصلاح ناسور بين القصبة الهوائية والمريء

أعراض طبيعية بعد عملية الخصية المعلقة للاطفال

تشمل أهم الأعراض التي لا تدعو للقلق بعد عملية الخصية المعلقة للاطفال ما يلي:

• تورم وتحجر في كيس الصفن.
• احمرار أو كدمات في منطقة العملية. 
• الشعور بألم وتنميل حول كيس الصفن.

تستغرق هذه الأعراض بضعة أيام إلى أسابيع حتى تختفي تمامًا، ولكنها لا تؤثر بالسلب في قدرة الطفل على ممارسة حياته الطبيعية أو في التئام جروح العملية. 

بعدما تحدثنا تفصيلًا عن عملية الخصية المعلقة للاطفال وتقنياتها المختلفة، دعونا نتطرق فيما يلي لإجابة بعض الأسئلة الشائعة التي يطرحها الآباء بخصوص العملية ونتائجها.

إقرأ عن: علاج ارتجاع المريء عند الرضع الناتج عن فتق الحجاب الحاجز

هل عملية الخصية المعلقة خطيرة؟

لا توجد أي خطورة من عملية الخصية المعلقة على حياة الطفل بشرط الخضوع لها على يد جراح أطفال متمرس وفريق تخدير متخصص في تخدير الأطفال، بل يُشكل عدم الخضوع لها أو تأجيلها تهديدًا لمستقبل الطفل الإنجابي والجنسي وزيادة خطر تعرضه لأورام الخصية.

هل ينجب صاحب الخصية المعلقة؟

بالطبع ينجب صاحب الخصية المعلقة إذا خضع للعملية في طفولته عند بلوغه عمر 7-9 شهور، لكن إذا تأخر في الخضوع لها لسن البلوغ والشباب أو لم يخضع لها من الأساس تتراجع فرصه في تحقيق حلم الإنجاب.

هل تعود الخصية المعلقة مرة أخرى بعد العملية؟

عودة الخصية المعلقة بعد العملية من المضاعفات النادرة للغاية، وعادة تكون ناتجة عن قلة خبرة الطبيب أو عدم تخصصه في جراحات الأطفال.

لذلك لا بد أن يتأكد الآباء من تخصص الجراح ومدى تمرسه في عملية الخصية المعلقة للاطفال؛ لتفادي تعرض الطفل لأي مضاعفات محتملة بعد العملية.

يمكنكم طرح مزيد من الاستفسارات عن عملية الخصية المعلقة للاطفال من خلال حجز موعد مع الدكتور محمد البربري -أستاذ جراحة الأطفال بكلية طب جامعة القاهرة- عبر الأرقام الموضحة في موقعنا الإلكتروني.

تعرف علي المزيد من الموضوعات:

• تكلفة عملية الإحليل السفلي والعوامل المؤثرة فيها 
• علاج الكيس الدرقي عند الأطفال
• علاج الكيس الخيشومي
• علاج الفتق الإربي عند الأطفال