أعراض فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال

يُصيب فتق الحجاب الحاجز طفلًا واحدًا من بين كل 2500 – 3500 مولود جديد، ولحسن الحظ أن حدوثه غير شائع نسبيًا، إذ يُعد من العيوب الخلقية الخطيرة إلى حد ما بسبب انزلاق محتويات البطن -خاصة الأمعاء- عبر ثقب غير طبيعي موجود في العضلات الفاصلة بين تجويف البطن والصدر، وضغطها على القلب والرئتين، مسببة ظهور أعراض فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال.

في هذا المقال نتحدث تفصيلًا عن الأعراض التي يعانيها هؤلاء الرضع، ودور الاكتشاف المبكر في تعافيهم من هذا المرض وتمتعهم بحياة طبيعية كأقرانهم.

هل تظهر أعراض فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال وهم أجنة؟

لا يمكننا القول أن الأجنة تظهر عليهم أعراض فتق الحجاب الحاجز، ولكن ينجح أطباء النساء والتوليد في اكتشاف الفتق عند الأجنة من خلال فحص السونار ثلاثي ورباعي الأبعاد، الذي يكشف بدقة مكان الأعضاء في تجويف الصدر والبطن، ويستعرض كافة أجزاء الحجاب الحاجز.

أما إذا يكتشف فتق الحجاب الحاجز في هذه المرحلة، يُشخص فور ولادة الطفل من خلال الأعراض التي تظهر عليه.

أعراض فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال حديثي الولادة

عادة ما يقترن فتق الحجاب الحاجز وضيق التنفس، بالإضافة إلى ظهور الأعراض الآتية:

• تسارع ضربات القلب.
• تغير لون الطفل إلى اللون الأزرق نظرًا لنقص الأكسجين في الدم.
• وضوح صوت التنفس المتسارع لدى الطفل.
• امتلاء الصدر وتقعر البطن للداخل وذلك نتيجة انزلاق معظم محتوياتها نحو الصدر.
• سماع صوت حركة الأمعاء في الصدر.
• الإمساك الشديد بسبب انسداد الأمعاء.

لم يُعد توقيت اكتشاف أعراض فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال مهمًا؟

أشرنا سابقًا أن علامات فتق الحجاب الحاجز قد تُكتشف لدى الأجنة قبل ولادتهم، ولعل لسان حال كثير من الآباء يقول ما جدوى اكتشافها قبل الولادة فلا يمكن التدخل لعلاجها سوى بعد الولادة. والحقيقة أن هذا الاعتقاد منافٍ للواقع تمامًا، فاكتشاف الفتق قبل الولادة يلعب دورًا مهمًا في إنقاذ حياة الطفل، إذ يساعد الأطباء على توفير الرعاية الطبية اللازمة له بعد الولادة والتي تتمثل في:

• جلب نخبة من أطباء وجراحي الأطفال في انتظاره لفحص حالته بعناية.
• توفير حاضنات مجهزة على أعلى مستوى وخاصة بأجهزة التنفس الصناعي.
• مراقبة العلامات الحيوية للطفل وتحضيره جيدًا من خلال إجراء الفحوصات اللازمة للتأكد من نسبة الأكسجين بالدم وضغط الشريان الرئوي، تمهيدًا لعلاجه بواسطة عملية فتق الحجاب الحاجز للأطفال.

عملية فتق الحجاب الحاجز بالمنظار | إجراء ضروري لإنقاذ حياة الطفل

فور التأكد من جاهزية الطفل للخضوع لعملية فتق الحجاب الحاجز، تُجرى العملية على الفور لأن كل لحظة تأخير، تضغط فيها الأمعاء بصورة أكبر على القلب والرئتين، وتمنعها من القيام بوظائفهم طبيعيًا.

تشمل خطوات هذا الإجراء ما يلي:

• تخدير الطفل كليًا تحت إشراف طاقم تخدير الأطفال.
• عمل ثقوب جراحية بسيطة واستكشاف تجويف البطن والصدر بواسطة المنظار.
• إعادة الأمعاء وغيرها من الأعضاء المنزلقة عبر الفتق إلى مكانها الطبيعي.
• إغلاق الفتق الموجود بالحجاب الحاجز عن طريق بعض الغرز الجراحية أو الشبكات الطبية.

يتطلب الطفل رعاية فائقة بالعناية المركزة فور انتهاء هذا الإجراء، وذلك لحاجة القلب والرئتين إلى التعافي من الضغط الذي وقع عليهم من الأمعاء، واستعادة وظائفهم تدريجيًا.

تختلف فترة تعافي الطفل من عملية فتق الحجاب الحاجز حسب توقيت خضوعه للعملية وحالة القلب والرئتين بعدها، ولا شك أن خبرة جراح الأطفال تصنع فارقًا ملحوظًا أيضًا في النتائج والتعافي والوقاية من مضاعفات عملية فتق الحجاب الحاجز.

في نهاية مقالنا الذي تناولنا خلاله أعراض فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال، نود أن نطمئن الآباء أن ما يُشاع عن أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال بسبب تخديرهم في هذا السن أو أسباب أخرى منافيًا للحقيقة تمامًا، بل يُعد تأخير خطوة الجراحة بمثابة مجازفة كبيرة بحياة الطفل.