ما أعراض الارتجاع عند الرضع؟ وكيف يُمكن تخفيفها؟ 

يتعرض الطفل خلال السنوات الأولى من حياته للإصابة ببعض الأمراض التي تُثير القلق والخوف في نفوس والديه بشأن صحته العامة ومعدل نموه، وعلى قائمة هذه الأمراض يأتي ارتجاع المريء. 

ما هي أعراض الارتجاع عند الرضع؟ وكيف يُمكن تخفيفها؟ وما سُبل الوقاية من هذا المرض؟ هذا ما نتناوله باستفاضة خلال فقرات مقالنا اليوم. 

ما هو ارتجاع المرئ عند الأطفال؟ 

يمتد المريء -ذلك الأنبوب العضلي المجوف- من الحلق إلى المعدة، وتتمثل وظيفته في نقل الطعام إلى المعدة حتى يُهضَم. 

يحدث ارتجاع المريء للأطفال الرضع عندما يرتد الطعام -الحليب- من المعدة إلى المريء نتيجة عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي، وخاصةً العضلة السفلية العاصرة للمريء التي تمنع صعود الطعام لأعلى مرة أخرى. 

قد تضعف تلك العضلة السفلية عند الأطفال لعدّة أسباب، منها:

• زيادة الوزن عن المعدل الطبيعي. 
• الاستلقاء في وضعية مسطحة معظم الوقت. 
• تناول غذاءًا سائلًا للغاية. 

ما أعراض الارتجاع عند الرضع؟ 

يُصاب نحو 50% من الرضع بارتجاع المريء خلال الثلاثة أشهر الأولى، وتزداد تلك النسبة حتى تصل إلى 66% عند بلوغ 4 أشهر. وتتضمن أعراض الارتجاع عند الرضع خلال الآونة الأولى من حياتهم ما يلي: 

• البصق -القشط- بعد الرضاعة. 
• السعال. 
• البكاء المستمر.
• تقوس الظهر في أثناء الرضاعة. 
• القيء الذي يزداد سوءًا خلال الليل. 
• صعوبة في البلع.
• بحة الصوت. 
• التنفس بصعوبة. 

إضافة إلى ذلك، تُلاحظ الأمهات طول مدة الرضاعة عن الطبيعي أو انقطاعها عدّة مرات بسبب القيء.  

متى تظهر أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال حديثي الولادة؟ 

تظهر أعراض الارتجاع عند الرضع بعد 2-3 أسابيع من الولادة، وتبدأ في التفاقم حتى تصل إلى ذروتها بين عمر 4-5 أشهر تقريبًا، وقد تختلف تلك المدة من طفل لآخر. 

هل تختفي أعراض الارتجاع عند الرضع من تلقاء نفسها؟

نعم، تختفي أعراض الارتجاع عند الرضع من تلقاء نفسها نهائيًا بحلول سن 9 إلى 12 شهرًا، إذ يُلاحظ الوالدين خلال تلك الفترة تحسنًا ملحوظًا في صحة صغيرهما وزيادة وزنه بمعدل طبيعي، وكذلك قلة بكائه. 

لكن إذا لم تتلاشى هذه الأعراض بحلول ذلك السن، فقد تُسبب مضاعفات صحية خطيرة، فما هي تلك المضاعفات؟! هذا ما نتناوله خلال السطور التالية، فتابعوا القراءة. 

ما المضاعفات الناتجة عن استمرار أعراض الارتجاع عند الرضع؟

نادرًا ما يُسبب ارتجاع المريء عند الرضع مضاعفات خطيرة، فهو حالة طبيعية تزول مع نقدم سنه، لكن أحيانًا قد يؤدي إهمال علاجه فترات طويلة إلى حدوث المضاعفات التالية: 

• تأخر في النمو مقارنةً بالأطفال الآخرين في نفس عمره. 
• التهاب المريء.
• تضيق المريء الذي يسبب صعوبة في البلع. 
• مشكلات في الجهاز التنفسي. 

كيفية تخفيف أعراض الارتجاع عند الرضع

يساعد علاج ارتجاع المريء عند الرضع على تخفيف أعراضه بنسبة كبيرة، وتشمل وسائل العلاج ما يلي: 

• الأدوية التي تحد من إفراز الحمض المعدي لبضعة أسابيع أو أشهر حتى تتحسن حالة الطفل. 
• تغيير نمط الرضاعة من خلال إرضاع الطفل عدّة رضعات صغيرة بصورة متكررة؛ للحد من ارتداد الحليب للمريء. 

متى يلجأ الطبيب إلى الجراحة لتخفيف أعراض الارتجاع عند الرضع؟

يُمكن السيطرة على مرض ارتجاع المريء عند الأطفال وعلاجه جراحيًا في حال فشل العلاجات التحفظية السابق ذكرها في تخفيف أعراض هذا المرض، ومُعاناة الطفل صعوبة بالغة في التنفس. 

ويخضع الطفل لجراحة ارتجاع المريء بعد بلوغه عمر 18 شهرًا، وتهدف هذه الجراحة إلى تقوية العضلة السفلية العاصرة للمريء، ومن ثمَّ منع ارتداد الطعام لأعلى. 

ما أعراض ارتجاع المريء التي تستدعي استشارة طبيب الأطفال فورًا؟

يظهر على الطفل عدّة أعراض مؤلمة قد تُشير إلى تفاقم ارتجاع المريء لديه أو إصابته بأحد أمراض الجهاز الهضمي الأخرى، لذا ينبغي على الوالدين التوجه إلى طبيب الأطفال فور ظهورها، لتحديد سببها الأساسي وعلاجه سريعًا، وتشمل هذه الأعراض ما يلي: 

• القيء الدموي المستمر لأكثر من 12 شهرًا. 
• انتفاخ البطن. 
• الإسهال المزمن. 
• القيء الدموي. 
• الحُمى التي تزيد عن 37.8 درجة مئوية.
• الخمول. 
• النفور من الرضاعة. 
• كثرة البكاء.
• رؤية قطرات دم مُختلطة بالبراز. 
• بدأ القيء في وقت متأخر بعد مرور 6 أشهر من الولادة. 
• ظهور علامات الجفاف التي تتضمن ضيق التنفس وجفاف الفم وصعوبة التبول والبكاء بلا دموع. 

إلى هنا نختم حديثنا عن أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال وأسبابه وعلاجه، وفيما يلي نوضح للأمهات أهم سُبل الوقاية منه. 

كيفية الوقاية من مرض ارتجاع المريء عند الرضع

تُسهم بعض النصائح في الحد من حدوث القيء المتكرر للطفل بسبب ارتجاع المريء، منها التخلص من الغازات الزائدة في البطن، والبقاء في وضع مستقيم مدة 30 دقيقة بعد الرضاعة وتجنب النوم على البطن.  

أسئلة شائعة حول مرض ارتجاع المريء عند الرضع

نُجيبكم خلال السطور التالية عن بعض التساؤلات الشائعة التي تتردد في أذهان أولياء الأمور حول مرض ارتجاع المريء عند الرضع. 

ما هو الارتجاع المريئي الصامت عند الرضع؟

يُعدّ ارتجاع المريء صامتًا عندما لا يُسبب أعراضًا واضحة للطفل مثل القيء، لكن حينها يظل يُعاني أعراض الارتجاع الأخرى كالسعال والبكاء المفرط. 

ويُمكن علاج الارتجاع الصامت عند الرضع من خلال الأدوية، ويُحدد الطبيب الدواء المناسب لكل طفل بعد الفحص البدني داخل العيادة. 

ما العلاقة بين فتق الحجاب الحاجز وارتجاع المريء عند الأطفال؟ 

يفصل الحجاب الحاجز ما بين التجويف البطني والتجويف الصدري، ويحدث الفتق عند الأطفال نتيجة اندفاع الجزء العلوي من المعدة لأعلى بسبب الخضوع لعملية جراحية سابقة أو عيب خلقي منذ الولادة، ولكن ما العلاقة بين ارتجاع المرئ وفتق الحجاب الحاجز؟! 

يُسبب فتق الحجاب الحاجز في بعض الأحيان أعراضًا تُشبه إلى حد كبير أعراض الارتجاع عند الرضع، مثل صعوبة البلع وحرقة المعدة وآلام الصدر، وغالبًا ما يُعالَج الفتق من خلال الجراحة حتى تعود المعدة إلى موضعها الطبيعي داخل التجويف البطني وذلك إذا لم تُخفف الأدوية من حدة أعراض الفتق التي يُعانيها الطفل. 

ختامًا، إذا لاحظت أعراض الارتجاع عند الرضع السابق ذكرها على طفلك، فلا تقلق فهو أمر طبيعي يحدث خلال العام الأول بعد الولادة، لكن إذا استمرت لأكثر من ذلك فتواصل فورًا مع طبيب متخصص في علاج هذه الحالة، مثل الدكتور محمد مجدي البربري -أستاذ واستشاري جراحات الأطفال وحديثي الولادة والمناظير-. 

لحجز استشارة لطفلك مع الدكتور محمد البربري، اتصل الآن على أرقام العيادة الموضحة أدناه في موقعنا الإلكتروني.