أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال 

في هذا المقال، سنتناول بالتفصيل أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال ومضاعفاتها.

تتسبب إصابة الطفل بفتق الحجاب الحاجز في معاناته العديد من المشكلات الصحية التي قد تؤثر في التنفس والهضم، وقد يشعر الآباء بالقلق من تأثير هذه الحالة في حياة طفلهم، وفي أغلب الأحيان يكون الحل الجراحي هو الخيار الأمثل. 

لكن مثلما هو الحال مع أي عملية جراحية، يوجد جوانب أخرى لا بد من الانتباه لها، خاصة المخاطر والمضاعفات التي قد تحدث خلال وبعد الجراحة. 

عملية فتق الحجاب الحاجز: ما فائدتها وكيف تجرى؟

عملية فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال تهدف إلى إصلاح الفتق وإعادة الأعضاء الداخلية إلى مكانها الطبيعي، وعادة ما يلجأ الطبيب إلى هذه العملية عندما لا تؤدي العلاجات التحفظية إلى تحسن الأعراض، أو إذا كان الفتق يسبب مشكلات صحية خطيرة مثل صعوبة التنفس أو ألم الصدر أو قيء مستمر.

في معظم الحالات، تُجرى العملية عن طريق الجراحة بالمنظار، وهي عملية دقيقة وأقل توغلًا من الجراحة التقليدية، لكن في بعض الحالات المعقدة أو عندما يكون الفتق كبيرًا، قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة المفتوحة للوصول إلى الحجاب الحاجز وإصلاح الفتق.

بعد إصلاح الفتق، يُعيد الطبيب الأعضاء الداخلية إلى مكانها الطبيعي، ثم يخيط الفتحة في الحجاب الحاجز لضمان عدم عودة الفتق مرة ثانية.

لكن بعد إجراء عملية فتق الحجاب الحاجز للأطفال، قد تظهر بعض المخاطر والمضاعفات التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، مما يجعل المتابعة الطبية أمرًا بالغ الأهمية.

أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال

عملية فتق الحجاب الحاجز تهدف إلى تخفيف الأعراض المصاحبة للفتق، إلا أن مثل أي إجراء جراحي، تحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية التي يجب أن يكون الأهل على دراية بها. 

قد تظهر بعض أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز التي تؤثر في صحة الطفل بعد العملية، وتتطلب متابعة طبية دقيقة. ومن أبرز هذه الأضرار:

• تعرض الأعضاء المجاورة مثل الجهاز الهضمي أو الرئتين أو القلب للأذى خلال العملية، خصوصًا إذا كانت العملية معقدة أو إذا كان الفتق قريبًا من هذه الأعضاء الحساسة.
• حدوث نزيف داخلي خلال الجراحة، وهو ما يتطلب تدخلاً سريعًا لإيقافه.
• وجود عدوى في منطقة الجراحة بعد العملية، ويمكن أن يكون سبب العدوى تراكم البكتيريا في الجرح.
• التحسس تجاه التخدير، أو صعوبة في الاستيقاظ بعد العملية. 

وننوّه حتى لا يصيبكم الفزع أن نسب حدوث هذه المخاطر ضئيلة للغاية ويقيّم الأطباء الحالة الصحية للطفل قبل الخضوع للجراحة لتجنب حدوث مضاعفات عملية فتق الحجاب الحاجز.

الاثار الجانبية لعملية فتق الحجاب الحاجز

هناك بعض الآثار الجانبية التي قد تحدث بعد العملية، وتكون غالبًا مؤقتة وتزول مع مرور الوقت أثناء تعافي الطفل. وتشمل هذه الآثار الجانبية ما يلي:

• الإسهال.
• القئ.
• صعوبة البلع.
• فقدان الشهية الموقت.

هذه الآثار الجانبية ليست مدعاة للقلق، وعادة ما تختفي خلال أيام إلى أسابيع مع الرعاية المناسبة، لكن إذا لاحظت استمرار أيًا من هذه الأعراض لفترة أطول من المتوقع أو زيادة شدتها، يُفضل مراجعة الطبيب.

النصائح التي يجب اتباعها بعد عملية فتق الحجاب الحاجز

بعد الخضوع لعملية فتق الحجاب الحاجز، هناك بعض الإرشادات والنصائح التي يجب أن يتبعها الأهل لضمان تعافي طفلهم بصورة سريعة وآمنة، والوقاية من حدوث أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز:

الراحة التامة

الراحة بعد الجراحة أمر ضروري لأن الجسم يحتاج إلى وقت للشفاء، لذا يُمنع الطفل من أداء الأنشطة البدنية أو رفع أشياء ثقيلة لعدة أسابيع بعد الجراحة وفق إرشادات الطبيب.

مراقبة الجرح 

من الضروري مراقبة الجرح بعد العملية، فإذا لاحظ الأهل أي علامات عدوى مثل الاحمرار الشديد أو التورم أو خروج صديد من الجرح، يجب استشارة الطبيب فورًا إذ قد يتطلب الجرح في هذه الحالة تنظيفًا أو علاجًا بالمضادات الحيوية.

ممارسة تمارين التنفس

نظرًا لأن عملية فتق الحجاب الحاجز تؤثر في العضلة المسؤولة عن التنفس، قد يكون من المفيد أن يمارس الطفل بعض التمارين التنفسية لاستعادة قدرته على التنفس الطبيعي.

تعرف علي: ما العلاقة بين فتق الحجاب الحاجز وضيق التنفس عند الأطفال؟ 

المتابعة الطبية المنتظمة

من المهم أن يلتزم الأهل بزيارة الطبيب بصورة دورية لمتابعة حالة الطفل بعد العملية وفحص حالة الجرح والاطمئنان إلى أن عملية الشفاء تسير بصورة صحيحة.

إلى جانب التعليمات السابقة، يجب أيضًا الالتزام بنظام غذائي صحي ومناسب للمساعدة في عملية الشفاء وتقليل الضغط على الحجاب الحاجز، وذلك عن طريق تناول وجبات صغيرة ومتكررة والابتعاد عن تناول وجبات كبيرة أو ثقيلة.

من الضروري إبلاغ الطبيب بأي أعراض غير طبيعية مثل الغثيان أو صعوبة البلع أو الألم خلال تناول الطعام، والالتزام بتعليمات الطبيب بشأن التدرج في العودة إلى النظام الغذائي الطبيعي.

هل يعود الجسم لطبيعته بعد عملية فتق الحجاب الحاجز؟

بعد عملية فتق الحجاب الحاجز للأطفال، يمكن للجسم أن يعود إلى حالته الطبيعية بمرور الوقت، لكن سرعة ومدى التعافي تعتمد على عدة عوامل مثل:

• عمر الطفل
• الحالة الصحية العامة
• تعقيدات الفتق نفسه. 

وننوّه على الأهل بالمتابعة المستمرة مع الطبيب لمراقبة التنفس والتغذية، والاهتمام أيضًا بالإرشادات السابقة حتى يستعيد الطفل كامل صحته سريعًا، مع الانتباه إلى أي مؤشرات لمشكلات صحية قد تظهر لاحقًا نتيجة للفتق أو الجراحة لتجنب حدوث أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز.

نسبة نجاح عملية فتق الحجاب الحاجز عند الأطفال

عملية فتق الحجاب الحاجز من العمليات الجراحية التي تتمتع بمعدل نجاح عالٍ جدًا، خاصةً عند إجرائها باستخدام تقنيات حديثة مثل المنظار، وتصل نسبة نجاح العملية في الحالات غير المعقدة إلى نحو 90-95%، ويشعر معظم الأطفال بتحسن ملحوظ في الأعراض بعد الجراحة، وتسهم العملية أيضًا في علاج ارتجاع المريء عند الرضع الناتج عن فتق الحجاب الحاجز مما يخفف من الأعراض المزعجة كالحموضة وصعوبة البلع، ويمنح الطفل شعورًا أكبر بالراحة.

تعتمد نسبة النجاح بصورة كبيرة على عدة عوامل، منها:

• خبرة الجراح.
• حالة الفتق (حجمه ومدى تعقيده).
• مدى التزام الأهل بتعليمات الطبيب بعد العملية. 

في بعض الحالات النادرة، قد تحدث أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز أو مضاعفات بسيطة، لكن هذه الأمور يمكن التعامل معها عادةً من خلال المتابعة الدقيقة والعلاج المناسب. 

وفي الختام، من المهم معرفة الأهل أضرار عملية فتق الحجاب الحاجز على أطفالهم والمضاعفات المحتملة لضمان الاستعداد الجيد لها. 

لمزيد من الاستفسارات حول حالة طفلكم وإرشادات العناية اللازمة، يمكنكم التواصل مع الدكتور محمد البربري عبر موقعنا الالكتروني، للحصول على استشارة طبية شاملة لضمان صحة وراحة أطفالكم.