متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟

التواصل الأجتماعي:

الأطفال هم زينة الحياة، تكاد لا تسع الدنيا فرحة الأب والأم بقدومهم، لذا قد يصابان بالخوف والذعر حينما يصاب طفلهما بأحد الأمراض مثل ارتجاع المريء، ويصبح حينها أكثر أمنيات الأهل رغبة هي شفائه سريعًا. ومن ثم سنجيب اليوم في مقالنا عن سؤال متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟ بالإضافة لتقديم بعض النصائح التي تُقصر مدة الشفاء.

راسلنا باستفسارك
نحن ملتزمون بتزويدك بأعلى جودة من رعاية طبيبة

فهم ارتجاع المريء عند الرضع

قبل الإجابة عن سؤال متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟ سنتعرف أولًا عمّا هو الارتجاع ونفهم أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع، ويُعد ارتجاع المريء من الحالات الشائعة نسبيًا بين الرضع وفيه ترتد أحماض ومحتويات المعدة إلى المريء ومن ثم إلى الحلق والفم، وذلك نتيجة لعدم اكتمال نمو العضلة العاصرة للمريء السفلية، وهي حلقة عضلية تقع في نهاية المريء.

ارتجاع المريء البسيط 

الارتجاع البسيط أمر شائع لدى الرضع، وعادة ما يكون مصحوبًا بأعراض أقل إزعاجًا مقارنة بالارتجاع المرضي، وتتمثل أعراض الارتجاع عند الرضع فيما يلي: 

  • تقيؤ كميات صغيرة بعد الرضاعة مباشرة.
  • عدم تأثيره في وزن الطفل أو نموه.
  • التسبب في تهيج أو إزعاج بسيط للطفل.
  • تحسنه تدريجيًا مع نمو الطفل.

الارتجاع المعدي المريئي المرضي (GERD) 

أما الارتجاع المعدي المريئي المرضي فهو حالة أكثر خطورة تتطلب تدخلًا طبيًا، ينطوي على عدة أعراض مثل:

  • تقيؤ متكرر وغزير.
  • صعوبة في الرضاعة والتهيج خلالها مع تكرار حركة تقوس الظهر إلى الخلف.
  • عدم اكتساب الوزن بشكل طبيعي أو فقدانه.
  • السعال المزمن أو الصفير الناتج عن التهاب مجرى الهواء بسبب الحموضة المتكررة وهو ما يفسر العلاقة بين ارتجاع المريء وضيق التنفس.
  • البكاء المفرط.
  • التهاب المريء في الحالات الشديدة.

متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟

الإجابة الأكثر شيوعًا والمطمئنة لسؤال متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟ هي يبدأ الارتجاع غالبًا في التحسن بصورة ملحوظة بين عمر 6 إلى 12 شهرًا، ويتوقف غالبًا تمامًا عند عمر 12 إلى 18 شهرًا.

هذا التحسن التدريجي يرتبط بصورة مباشرة بنمو وتطور العضلة العاصرة للمريء السفلية، مع اتباع نهج العلاج المناسب سواء كان علاج الارتجاع الصامت عند الرضع أو ارتجاع عادي، فمع تقدم عمر الطفل ونمو جهازه الهضمي تصبح هذه العضلة أقوى وأكثر قدرة على منع رجوع الطعام من المعدة إلى المريء، بالإضافة إلى ذلك يؤدي نمو الطفل دورًا في تقليل الارتجاع، مثل:

  • الجلوس بصورة أكثر استقامة، فمع قدرة الطفل على الجلوس بمفرده لفترات أطول تقل فرصة رجوع الطعام بسبب تأثير الجاذبية.
  • تناول الأطعمة متماسكة القوام، إذ إن الطعام الأكثر تماسكًا له قدرة أعلى على الثبوت بداخل المعدة مقارنة بالطعام السائل -الحليب- مما يجعل المعدة أقل عرضة للارتجاع.

عوامل تؤثر في مدة ارتجاع المريء

على الرغم من أن معظم حالات ارتجاع المريء عند الرضع تُشفى تلقائيًا خلال السنة الأولى من العمر، هناك بعض العوامل التي قد تؤثر في إجابة سؤال متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟ وقد تشمل الآتي:

  • الولادة المبكرة، فمن الممكن أن يمتلك الأطفال الخدج -المولودون قبل ميعادهم- عضلة مريء غير مكتملة النمو أكثر مقارنة بالأطفال المولودين في مواعيدهم، مما قد يؤدي إلى استمرار الارتجاع لفترة أطول.
  • الحالات الطبية المصاحبة لارتجاع المريء، بعض الحالات الطبية مثل الفتق الحجابي أو التأخر في النمو العصبي قد تزيد من احتمالية استمرار الارتجاع.
  • الحساسية الغذائية، في بعض الحالات النادرة قد تساهم الحساسية لبروتين اللبن أو غيره من الأطعمة في تفاقم أعراض الارتجاع واستمرارها لفترة أطول.
  • أسلوب الرضاعة، فالرضاعة بكميات كبيرة في وقت قصير أو الاستلقاء مباشرة بعد الرضاعة قد يزيد من حدة الارتجاع.

كيف يمكن تقليل مدة الشفاء من ارتجاع المريء عند الرضع؟

بعد معرفة إجابة سؤال متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟ يصبح السؤال المتداول بعده هل يمكن تقليص هذه المدة؟ وكيف؟

ببساطة نعم، هناك عدد من النصائح يمكن أن تساعد الأهل -خاصةً الأم- في تجاوز مدة الارتجاع بأقل أعراض ممكنة والإسراع من الشفاء، وتتمثل هذه النصائح فيما يأتي:

  • تناول الأدوية التي تقلل من إفراز الحمض المعدي ويصفها الطبيب بالجرعات المحددة.
  • إعطاء الطفل وجبات صغيرة على فترات متقاربة على مدار اليوم بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة، حتى لا تمتلئ معدته كثيرًا.
  • تعديل نظام غذاء الأم في حال الرضاعة الطبيعية، وذلك عن طريق تجنب الطعام الحار والدسم للغاية، أو المشروبات الغازية والأطعمة الحمضية مثل الليمون والبرتقال التي من شأنها زيادة إفراز الحمض المعدي ومن ثم تأثر حليب الأم به.
  • محاولة تجشؤ الطفل جيدًا بعد كل رضعة (التكريع)، فذلك يساعد على إخراج الهواء المحبوس في المعدة وتقليل الضغط الذي قد يؤدي إلى الارتجاع.
  • إبقاء الطفل في وضع مستقيم بعد الرضاعة لمدة 20-30 دقيقة عن طريق يمكن حمل الطفل بزاوية مائلة أو وضعه في كرسي هزاز بزاوية مرتفعة قليلًا.
  • تجنب الاستلقاء المباشر على الظهر بعد الرضاعة، فلا بد من الانتظار قليلًا قبل وضع الطفل في سريره بعد الرضاعة.
  • رفع رأس الطفل بالجزء العلوي من كتفه قليلًا في أثناء النوم.
  • تجنب الضغط المباشر على بطن الطفل عند تغيير الحفاض أو حمله.
  • استشارة الطبيب بشأن نوع الحليب، ففي بعض الحالات قد يوصي الطبيب بتغيير نوع الحليب أو استخدام حليب خاص مضاد للارتجاع.
  • في حال الرضاعة الصناعي ينبغي استخدام زجاجات حليب مزودة بحلمات تحاكي عمل الطبيعية لتقليل كمية الهواء الداخل للطفل.
  • تجنب وجود الطفل في مكان به دخان أو تدخين سلبي.

مع العلم أنه في الحالات الشديدة التي لا تستجيب للأدوية لما بعد عمر العام، أو الحالات التي تعاني الارتجاع المريئي نتيجة فتق الحجاب الحاجز، قد يضطر الطبيب إلى العلاج الجراحي بالمنظار أو إجراء عملية نيسن كحل نهائي لعلاج الارتجاع.

في الختام،

من خلال إجابتنا على سؤال متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟ نأمل أن يكون اطمئن قلب الأهل تجاه هذا الأمر، فغالبًا ما يكون ارتجاع المريء حالة مؤقتة تتحسن تدريجيًا مع نمو الطفل وتطور جهازه الهضمي، وعادة ما يختفي تمامًا قبل بلوغ الطفل عامه الثاني، ومع ذلك من الضروري مراقبة الطفل والانتباه لأي علامات غير طبيعية تستدعي استشارة الطبيب والالتزام ببروتوكول علاج ارتجاع المريء عند الرضع لضمان حصول الطفل على الرعاية المناسبة.

راسلنا باستفسارك
نحن ملتزمون بتزويدك بأعلى جودة من رعاية طبيبة
احجز موعدك
احصل على أفضل رعاية طبية لطفلك مع الدكتور محمد البربري
بيانات الاستمارة: مثل الصفحة الرئيسية