ما العلاقة بين ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز عند الأطفال؟

  • الرئيسية
  • /
  • ما العلاقة بين ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز عند الأطفال؟

التواصل الأجتماعي:

يُعد ارتجاع المريء من أكثر المشكلات شيوعًا بين الأطفال والرضع، وغالبًا ما يكون سبب انزعاجهم وبكائهم المستمر، وفي بعض الأحيان تصير تلك المشكلة أشد خطورة في حال اقترانها بفتق الحجاب الحاجز الذي يتطلب رعاية طبية على الفور. 

وحرصًا منا على سلامة صغاركم، فقد قررنا أن نخصص حديثنا التالي عن العلاقة بين ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز، فتابعوا القراءة.

راسلنا باستفسارك
نحن ملتزمون بتزويدك بأعلى جودة من رعاية طبيبة

العلاقة بين ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز

عادةً ما يحدث ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز في آنٍ واحد، إذ يمر المريء عبر فتحة في الحجاب الحاجز -العضلة الفاصلة بين محتويات البطن والصدر-، وفي بعض الأحيان قد تتسع تلك الفتحة، مما يتبعها اندفاع جزء من المعدة لأعلى وارتداد محتوياتها حتى تصل إلى المريء ممتدة إلى الحلق. 

ويشيع حدوث الارتجاع المريئي عند الرضع، فقد يصاب نحو 50% منهم خلال الثلاثة أشهر الأولى، وترتفع تلك النسبة لتبلغ 66% عند بلوغ عمر 4 أشهر. 

والجدير بالذكر هنا أن ليس كل ارتجاع مريء سببه الفتق، إذ تتعدد أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال والرضع، وفي السطور القادمة نُوفيكم بمزيد من التفاصيل حول أسبابه والأعراض المميزة له. 

ما سبب ظهور أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع؟

يحدث ارتجاع المريء نتيجة تدفق الحليب المختلط بحمض المعدة لأعلى ليصل إلى المريء وأحيانًا إلى الحلق والأنف، وعادةً ما تلاحظ الأم بصق الطفل -القشط- بعد كل رضاعة، وهذه العلامة من أبرز علامات ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع

وتعزى أسباب ارتجاع المريء عند الأطفال إلى: 

  • ضعف العضلة الفاصلة بين المريء والمعدة. 
  • عدم اكتمال نمو الجهاز الهضمي. 
  • قِصر طول المريء. 

بالإضافة إلى ذلك، يزيد عدد من العوامل احتمالية ظهور أعراض الارتجاع عند الرضع، وهي: 

  • كثرة الرضاعة وملء المعدة بالحليب. 
  • طبيعة الحليب السائلة التي تساعد على تدفقه للأعلى سريعًا.  
  • وضعية الاستلقاء المعتادة للطفل. 

أمّا في حال حدوث ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز معًا، فإن السبب الأساسي يرجع إلى وجود أحد العيوب الخلقية المتمثلة في ضعف بنية عضلات الحجاب الحاجز. 

ما هي أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال؟

تنطوي أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع -إلى جانب البصق- على الآتي: 

  • القيء المتكرر. 
  • البكاء المستمر. 
  • السعال المزمن. 
  • التجشؤ. 
  • النوم المتقطع. 
  • محاولة إمالة الرأس للخلف؛ لتقليل الشعور بالحموضة. 
  • تقوس الظهر في أثناء الرضاعة. 
  • استغراق وقت طويل في الرضاعة. 

ومع استمرارية ظهور تلك الأعراض لفترة، قد تلاحظ الأم في بعض الأحيان العلامات التالية: 

  • بحة في الصوت. 
  • تغير رائحة الفم. 
  • رفض الرضاعة. 
  • صعوبة في البلع. 

بينما الأطفال الأكبر سنًا قد يعبرون عن أعراض ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز بشعورهم بألم وحرقة في الصدر، بالإضافة إلى الأعراض الأخرى المذكورة أعلاه. 

علاوة على ذلك، توجد علاقة بين ارتجاع المريء وضيق التنفس نتيجة وصول الحمض المعدي إلى البلعوم والحنجرة والرئتين، مما يسبب صعوبة في التنفس أو معاناة نوبات الالتهاب الرئوي.

وفي بعض الأحيان قد لا يُصاحب ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز أعراضًا واضحةً، وتُسمى هذه الحالة بالارتجاع الصامت. 

أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع

تظهر أعراض الارتجاع الصامت عند الرضع نتيجة تهيج الأحبال الصوتية الذي قد يتبعه: 

  • صعوبة في التنفس، خاصةً وقت النوم. 
  • تغير في نبرة الصوت. 
  • احتقان الأنف. 
  • السعال المتكرر. 

وينبغي التنويه أن علاج الارتجاع الصامت عند الرضع يتطلب الاستعانة بطبيب خبير من أجل الحصول على التشخيص الدقيق من البداية، ومساعدة الطفل على التخلص من الأعراض المزعجة التي يعانيها. 

هل يتبع ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز مضاعفات صحية؟

من النادر أن يتسبب ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع في ظهور مضاعفات صحية، فغالبًا ما يتحسن معظمهم مع النمو وبداية تناول الطعام، لكن قد يعاني البعض منهم الحالات التالية: 

  • انخفاض الوزن عن المعدل الطبيعي مقارنةً بأقرانهم الأصحاء. 
  • تسوس الأسنان. 
  • التهاب في المريء.
  • التعرض لنوبات من الالتهاب الرئوي. 

هل أعراض ارتجاع المريء عند الرضع وحدها كافية لتشخيص فتق الحجاب الحاجز؟

يتطلب تشخيص ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز الاستعانة بطبيب متمرس وماهر، لتقييم درجة الفتق بدقة، ومن ثمَّ تحديد البروتوكول العلاجي الأنسب للطفل، وعامة يعتمد التشخيص على الفحوصات التالية إلى جانب السؤال عن الأعراض أيضًا: 

  • أشعة الصبغة. 
  • منظار الجهاز الهضمي. 
  • الموجات فوق الصوتية. 

سبل علاج ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع

يعتمد علاج ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز على درجة الفتق ومدى حدة الأعراض المصاحبة لها، ولحسن الحظ أن غالبية الحالات تتحسن بالعلاج الدوائي الذي يشمل أحد الخيارات ما يلي:  

مثبطات مضخة البروتون

تعمل على تقليل إفراز الحمض المعدي وتعزيز التئام جدار المريء، وتُعد من أكثر الأدوية أمانًا وفعّالية في علاج الارتجاع. 

مضادات الحموضة

تستخدم أدوية مضادات الحموضة في علاج بعض حالات ارتجاع المريء، مع ضرورة عدم الإفراط في إعطائها للطفل وتجنب تناولها لفترات طويلة لِما قد ينجم عنها من آثار جانبية عديدة. 

حاصرات الحمض المعدي

تساعد هذه الأدوية على تقليل كمية الحمض المُفرزة من المعدة وتخفيف أعراض الارتجاع، وعلى كل نوصي الأمهات بضرورة إعطاء الأدوية للطفل تحت الإشراف الطبي؛ حرصًا على سلامته. 

الجراحة

في حالات الفتق الشديدة التي لا تستجِب للعلاج الدوائي، يٌعدّ التدخل الجراحي الخيار الأنسب لهم، ومن حسن الحظ أن الجراحة تعتمد على التدخل المحدود بالمنظار، مما يزيد من أمانها. 

علاوة على ذلك، يجب ألا نغفل عن دور التغيير في نمط الحياة اليومي للطفل، فهو يُخفف أعراض ارتجاع المريء لديه بدرجة كبيرة. 

أهم النصائح لتخفيف أعراض ارتجاع المريء عند الأطفال الرضع

بجانب علاج ارتجاع المريء عند الرضع، قد يسهم اتباع بعض العادات الصحية في تحسين حالتهم سريعًا، أهمها: 

تنظيم الرضاعة على مدار اليوم

تجنب امتلاء معدة الطفل بالحليب يحد من أعراض ارتجاع المريء، إذ يقل الضغط على العضلة الفاصلة بين المعدة والمريء، مما يُصعب تدفق الحليب لأعلى؛ لذا نوصي بتقسيم الرضاعة على مدار اليوم بكميات قليلة. 

تعديل وضعية الرضاعة

يُنصح بإرضاع الطفل في وضع رأسي قدر الإمكان وإبقائه مستقيمًا بعد الرضاعة مدة 30 دقيقة على الأقل، مع محاولة مساعدته على التجشؤ بعد كل رضعة.

علاوة على ذلك، ننبهكم بالحرص على: 

  • رفع رأس الطفل قليلًا وقت النوم، أو النوم على الجانب الأيسر. 
  • عدم تعرّض الطفل للتدخين السلبي. 

وفي حال الاعتماد على الرضاعة الصناعية، يجب التأكد من أن زجاجة الحليب لا تحتوي على فقاعات هوائية، ويتدفق الحليب خلالها ببطء بمعدل منخفض؛ لتجنب ملء معدة الطفل أو تعرضه للانتفاخ.

باتباع تلك النصائح يمكنكم ضمان مرور تجاربكم مع ارتجاع المريء عند الرضع بسلام وانتهائها سريعًا دونَ ظهور أي مضاعفات خطيرة. 

متى ينتهي ارتجاع المريء عند الرضع؟

من المطمئن أن ارتجاع المريء عند الرضع يتحسن مع نمو الطفل، وطالما وزنه ضمن المعدل الطبيعي فلا حاجة للقلق، فغالبية الأطفال تختفي لديهم علامات ارتجاع المريء ببلوغ 18 شهرًا، وحتى يحدث ذلك ينبغي التغيير في العادات اليومية والمتابعة الطبية على فترات؛ لتفادي التعرض لأي خطورة مُحتملة. 

وفي نهاية مقالنا عن العلاقة بين ارتجاع المريء وفتق الحجاب الحاجز، نوصيكم باتباع النصائح السابقة للحد من ظهور أعراضهما على الطفل، والاستعانة بالطبيب المختص للاطمئنان على صحته. 

يمكنكم طلب الاستشارة الطبية الموثوقة بالتواصل مع الأستاذ الدكتور محمد البربري -استشاري جراحة الأطفال وحديثي الولادة والمناظير- من خلال الأرقام الموضحة أدناه بالموقع الإلكتروني.

احجز موعدك
احصل على أفضل رعاية طبية لطفلك مع الدكتور محمد البربري
بيانات الاستمارة: مثل الصفحة الرئيسية